کد مطلب:99722 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:123

حکمت 220











[صفحه 54]

الشرح: قد تقدم القول فی هذین، و هما القناعه و حسن الخلق. و كان یقال: یستحق الانسانیه من حسن خلقه، و یكاد السیی ء الخلق یعد من السباع. و قال بعض الحكماء: حد القناعه هو الرضا بما دون الكفایه، و الزهد: الاقتصار علی الزهید، ای القلیل، و هما متقاربان، و فی الاغلب انما الزهد هو رفض الامور الدنیویه مع القدره علیها، و اما القناعه فهی الزام النفس الصبر عن المشتهیات التی لایقدر علیها، و كل زهد حصل عن قناعه فهو تزهد، و لیس بزهد، و كذلك قال بعض الصوفیه: القناعه اول الزهد، تنبیها علی ان الانسان یحتاج اولا الی قدع نفسه و تخصصه بالقناعه لیسهل علیه تعاطی الزهد، و القناعه التی هی الغنی بالحقیقه، لان الناس كلهم فقراء من وجهین: احدهما لافتقارهم الی الله تعالی كما قال: (یا ایها الناس انتم الفقراء الی الله و الله هو الغنی الحمید). و الثانی لكثره حاجاتهم فاغناهم لامحاله اقلهم حاجه، و من سد مفاقره بالمقتنیات فما فی انسدادها مطمع، و هو كمن یرقع الخرق بالخرق، و من یسدها بالاستغناء عنها بقدر وسعه و الاقتصار علی تناول ضروریاته فهو الغنی المقرب من الله سبحانه، كما اشار الیه فی قصه طالوت: (ان الله مبتلیكم بنهر فمن شرب منه

فلیس منی و من لم یطعمه فانه منی الا من اغترف غرفه بیده)، قال اصحاب المعانی و الباطن: هذا اشاره الی الدنیا.


صفحه 54.